للتاريخ من يحكيه


كل عام ونحن للاستقلال اقرب

1 التعليقات

عام مقبل يحل علينا و آخر مدبر ينصرم ، تماماً مثل ما مرّ الذي قبله و كالسنين و القرون التي خلت منذ نفخ الروح في آدم أبي البشر، و أعوام و قرون ستنصرم و هكذا دواليك حتى يرث الله الأرض و ما عليها.
و في كل عام يجيء يستعد سكان العالم للإحتفال بقدومه و بتوديع العام الذي إنقضى . ما الفرق بين ساعة اليد ذات العقارب الدقيقة و ساعة المجموعة الشمسية ذات الكواكب السيّارة ؟، في كل مرة تنجز الأرض دورة كاملة حول الشمس نحتفل باليوم الذي أتممت فيه دورتها هذه ، و نقف مدهوشين عند ساعة الكسوف و الخسوف وكأننا في دورة الألعاب الأولمبية بين كواكب المجموعة الشمسية.
أطولنا عمر ذاك الذي يحتفل بأكثر عدد ممكن من الأعوام الشمسية ، لكن ماذا لو تنبأنا بأن الواحد منّا بقي من عمره خمس سنوات ...؟!! ، هل سنحتفل بإنقضاء كل عام منها ؟ ، و بالتالي نحتفل بقدوم نهايتنا الحتمية ، أم سيأتي من يقترح علينا أن نعمل جنازة رمزية لكل عام ينصرم منها تذكيراً و تنبيهاً و عبرة و إستعداداً لخاتمتنا و مآلنا إلى شبرٍ من ترابٍ نتحوّل فيه إلى عناصرها الأوّلية أم نودّ لو يوماً منها ( كألف سنة ممّا تعدّون ).
كل عام و العالم بألف خير
كـــــل عــــام و الشعـــب الصحــراوي بألــــف خيـــر

وصية الاجداد

0 التعليقات


وصيت جدي و الاكيد انها وصية جدك

جيش الهجمة و سعها

0 التعليقات


جيش الهجمة و سعها


اغنية ثورية مرفقة بفيديو لمقاتلين صحراويين واضعين اصبعهم على الزناد ذودا 

عن وطنهم 

محمد المصطفى ولد بدر الدين "الحرب مع البوليساريو

0 التعليقات


الحرب مع البوليساريو كانت هي الوسيلة لرجوع الاستعمار الفرنسي, لان مريتانيا اضطرت لاستدعاء طائرات "الجكور" الفرنسية لحماية الاجواء الموريتانية من مقاومي البوليساريو و فعلا بدات ترجع شيئا فشيئا 
النائب الموريتاني المعارض محمد المصطفى ولد بدر الدين

موقف احمد باب مسك من الحرب بين البوليساريو وموريتانيا

0 التعليقات


لخطا الوحيد لمتين الخطير الي رتكبو المخطار و هو الي ادى لنهايتو  هو ذيك الحرب الي 

ذيك هي "حرب غزو الصحراء" و بدون الخوض في التفاضيل,,,,,

اولا لان موريتانيا ماكنت عندها شي

و ثانيا لان الحرب لم تكن مشروعة بالنسبة لموريتانيا


ولم تكن لصالح موريتانيا


احمد باب مسك

بيبا ولد ابراهيم ولد بداد

2 التعليقات


المجاهد والولي الصالح بيبا ولد ابراهيم ولد بداد (1906.1977)

يعتبر احد أهم رجالات المقاومة والجهاد في الصحراء حيث شارك رفقة والده العلامة المجاهد ابراهيم ولد بداد ولابد هنا من أن نذكر ابرز علماء الصحراء من عصره حتى لا ننسى علمائنا وهنا نذكر
سيدي محمد ولد بودة وسيدي البشير ومحمد محمود بيد الله وسيدي المصطفى ولد سيد البشير ومحمد فاضل ولد سيد لعبيد وسيدي صالح وغيرهم كثير رحمة الله عليهم أجمعين وهنا لابد أن نترحم على تلامذتهم الذين ودعونا مؤخرا سيد امبارك ولد الشين ومولاي ابراهيم ولد سيدي الصالح ونسأل الله ان يطيل في عمر من هو متبقي من علماءنا على قيد الحياة.
وقد شارك في العديد من المعارك رفقة ثلة من المجاهدين نذكر منهم والده ابراهيم ولد بداد واعلي بويا ولد ميارة وبر ولد عبد القادر واسماعيل ولد الباردي ومحمد سيد أحمد، وسيدح، نافع ولد أحمد العبد الله، حمودي ولد الداف، نافع ولد ميلد، البلال ولد هدى، سيد المصطفى ولد الحسين وابراهيم ولد عمر التهالي، والقائمة طويلة ومن هذه المعارك:

*صنكة احميم: وقد قتل فيه بيبا ولد ابراهيم المدعو ولد اتيهة احد الكدادرة وكان مكاتبا للنصارى وقائدا ميدانينا للفرنسيين وبقتله انتهت المعركة
*صنكة برميل
*صنكة الطريقة
*صنكة العاكر
*صنكة توجلين
*صنكة الطارف
*صنكة الحفرة
*صنكة اغوينة
*صنكة لبريدلي
*صنكة لكصور
*صنكة أولاد احجور
*صنكة لبحر البارد
*صنكة 34

ليتخذ جهاده بعدها منحى مغاير في إطار جيش التحرير حيث التحق به رفقة 4 من أولاده حاملا معه 7 مدافع و7 امراكيب تاركا اسرته الكبيرة وماله مقبلا على الجهاد في سبيل الله وهنا نعرج على قول الشاعر في حق موقفه هذا حين يقول :
بيبا وين امشا بأولادو.... من كره الروم أوشوق الدين
ياربي توفي مورادو.... وأتي بيهم اجمعين
وقال شاعر اخر في نفس السياق:
تمجادو زين أوجهادو..... وألي كاعدلو فلباط
ولو لكبير أمن أولادو.... بوفرة لكبير ألخباط
ومن المعارك التي شارك فيها أثناء حقبة جيش التحرير

*صنكة اتفاريتي
*اخبيط الفوار: وقد بدأ القصف على كل من لحبيب ولد البلال و سيدي الصطفى ولد المحجوب
*فم اجحيش وشهدت 15 أو 16 معركة
*معركة بن ذراعو في منطقة الساقية افم لفرارين
* معركة لمعازيات
*معركة الروضة
*معركة الشحج
*معركة لكعيدة
*معركة ارغيوة8/8/1958
*معركة أودي اصفا والتي استشهد فيها ولد أحمد العيدا وابراهيم امحمد سيد أحمد واولاد سيد أحمد ددة الحيوني وولد بوتباعة

وقد عرف عنه رحمة الله الورع والتقوى فكان صاحب كرامات يشهد له بها كل من عرفه وخبره من أهل الساقية والوادي خاصة وأهل الصحراء عامة وقد أقسم على نفسه ألا يجالس نصرانيا و لا يقابله إلى في ساحات المعارك وكان وفيا لنذره لذلك كان يسمى هو ومن معه "بلمهاجرية" وسموا بهذا الاسم لأنهم في حالة هجرة وجهاد دائم لذلك فهم لا يستقرون في مكان واحد وفاءا لقسمهم ولكونهم في لائحة المطلوبين من قبل السلطات الاستعمارية سواء الاسبانية في الساقية والوادي أو الفرنسية في المغرب والجزائر وموريتانيا وهنا تسجل حادثة سنة 1945 استهدفته هو و مجموعة من المجاهدين يدعون محليا بلبرابر وقد قدموا من الغرب الجزائر بحثا عن الجهاد وتعاهدوا معه على ذلك وماتوا عليه واصبحوا بعد ذلك جزء لا يتجزأ من شعب الساقية الحمراء وواد الذهب فتم ارسالة صنكة من مدينة العيون قصد اعتقالهم أو قتلهم باعتبارهم اخر فلول التمرد بعد سنة 1934 في الأراضي الخاضعة للسيطرة الاسبانية ولولا لطف الله وتعرض قافلة الكتيبة للغم أوقف تقدمها فاتجاه المجاهدين لقضي عليهم.
وقد كان له ولرفاقه المجاهدين الأثر الكبير في تحرير الجنوب المغربي والشمال الموريتاني ودور أساسي في التأسيس للمقاومة الجزائرية في تندوف في فترة لاحقة وقد كان رحمه الله ضمن الوفد الصحراوي الذي طالب الملك محمد الخامس بنصرة والمساعدة في تحرير الساقية الحمراء وواد الذهب بمعية عدد من الشيوخ من بينهم الحبيب ولد البلال ورفاق دربه في الولاية والصلاح سيدمو ولد ابراهيم ولد اسعيد ومحمد سالم ولد لعبيدي وسيد البشير وقد كانوا شيوخ لقبائلهم إبان تواجدهم مهاجرين في جنوب المغرب بعدما كان هؤلاء المجاهدين سببا رئيسيا في تحرر المغرب.
لينتقل إلى الرفيق الأعلى رحمه الله سنة 1977 لاجئ مهاجرا في مدينة طان طان وحيدا بعيدا عن جميع أفراد عائلته اللذين رحلواا بدورهم ليصبحوا لاجئين كباقي أهالي الساقية الحمراء وواد الذهب في أرض الحمادة . وإن كان الجد " ابراهيم ولد بداد" عاش وجاهد النصارى بطرق جهادية في تنظيمات قبلية, والابن "بيبا " جاهد النصارى بمعية أبيه و بطرق فردية مهاجرا في الجبال و بطرق تنظيمية في جيش التحرير وما تلاه من أزمات والأبناء والأحفاد الذين قاتلو واستشهدوا في حرب الصحراء في صراع الأخوة الأعداء. إن هذه الأسرة وترابط دور الاجيال فيها ليس إلا نموذجا لواقع العائلات الصحراوية وإن تعددت واختلفت مواقعها وحيثيات فعلها ودورها.وما هي إلا تجسيد لواقع شعب بأكمله لم تعرف أجياله لغة غير لغة الحروب والجهاد واللجوء. فهل فعلا كتب على هذا الشعب أن لا يعرف منهجا في الحياة غير الجهاد ولا واقعا غير واقع اللجوء والشتات ؟؟؟؟ !!!!!


محمد فاظل ولد لحبيب

0 التعليقات


( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي )

ببالغ الحزن والآسى تتقدم ادارة للتاريخ من يحكيه بأحر التعازي في وفاة الاب محمد فاظل ولد لحبيب "الحسيني" الذي أنتقل إلى رحمة الله.


عظـّم الله أجركم وألهمكم الصبر والسلوان


انا لله وانا اليه راجعون

اللهم اغفـر له وارحمه و اعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج و البرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس و أبدله دارآ خيرآ من داره و أهلآ خيـرآ من أهله و قه فتنة القبر وعذاب النار.



لا اله الا الله ولاحول ولاقوة الا بالله


نسأل الله لجميع الموتى الرحمة والمغفرة



.. اللهــــــــــم آميـــــــــن .. 


الجنود الاسبان

0 التعليقات
الايام الاخيرة للاستعمار الاسباني في ارض الساقية و الوادي الغالية

البندير الولي بابيت

0 التعليقات


إنتقل الى رحمة الله الأب المناضل البندير الولي بابيت الى جوار ربه في الديار الاسبانية يوم 11 نوفبمبر 2012. المرحوم التقى بالفقيد سيد براهيم بصيري على الحدود المغربية الصحراوية سنة 1968م، و ساعده بتسلل الى الاراضي الصحراوية المستعمرة من طرف الاسبان و أخذ منه كل الوثائق و إحتفظ بها . وزاره في السجن بمدينة السمارة أنذاك . إنظم المرحوم البندير الى الرجال الاوائل للحركة الجنينية و النضال و توعية الشعب ضدالاستعمار. سنة 1970 في شهر يونيو حمل رسالة مستعجلة من مدينة العيون متجها الى مدينة الطنطان ليلتقي بالشهيد الولي مصطفى السيد و يسلمه الرسالة قبل انتفاظة الزملة التاريخية بستة أيام وبقى هناك لمدة شهر لم يستطع الرجوع الى مدينة العيون . عرف المرحوم بحسن النية و الصدق ،و مساعدة العامة ،اشتغل ممرض مند حقبة الاستعمار الاسباني و زاوله طوال سنوات اللجوء ،من ممرض الى مدير مستشفى . المرحوم البندير حفيد المرحوم الولي سيدأحمد بابيت من كبار قادة جيش التحرير في الخمسينات .لقد ساند الثورة بالسلاح سنة 1973 و سلمه للشهيد ( بيكا) محمد لامين ولد اباعلي .اعتقل المرحوم الولي عند دخول الغزو المغربي و اطلق صراحه سنة 1991م .رحمهم الله جميعا و جميع الشهداء

يوميات انتفاضة الزملة التاريخية كما يرويها شاهد عيان

0 التعليقات



     مثلت انتفاضة الزملة علامة بارزة في التاريخ المعاصر للشعب الصحراوي بل لعلها هي البداية الحقيقة للثورة الصحراوية التي كانت نتيجة من نتائج هذه الانتفاضة الباسلة ورغبة منا في حفظ تاريخنا الوطني ننقل هنا شهادة سيد ابراهيم سلامة اجدود احد أعضاء الحركة الطليعية لتحرير الصحراء و مسؤول فرعها ببلدة حوزة كما أوردتها مجلة عشرين ماي في عددها 129، مكتفين بيوميات الحدث التاريخي- كما شاهده- وعايشه:

يوم 4 يونيو: انكشاف السر:

     على الساعة 8:30 جاءني حاكم مدينة حوزةGalmi Cote Garrid وامرني بالذهاب معه إلى الإدارة التي كنت اعمل بها مترجماً له، وهناك اخبرني أننا سنذهب في مهمة خاصة إلى اجديرية، انطلقنا في الرحلة، لم يكن معنا احد سوى سائق السيارة الاسباني وفي منتصف الطريق عند " قاعة مزوار" أمر السائق بالتوقف ثم أخذ معه ظرفاً من الحجم الكبير، ابتعد بي عن السيارة بمسافة لا يمكن للسائق التقاط الصوت منها وخاطبني قائلاً " أنت صديقي وثقتي فيك كبيرة، سواء تعلق الأمر بالقضايا الشخصية أو بالقضايا العامة للبلد الذي نعمل معاً في إطاره ونسهر على حماية مصالحه وأنت تعلم أني كنت مدعواً إلى مدينة العيون من طرف الحاكم العام Fernando Perez Delema للقيام بمهمة سرية وقد عرفت منه أنه قد حصل على معلومات خطيرة عن طريق احد الشيوخ، الذي علم من احد أفراد عائلته أنه قد تم تأطيره في حزب مضاد لمصالح اسبانيا، وقد وجدت أن اسمك مسجل ضمن لوائح المنخرطين فيه". ثم سحب لائحة طويلة من الظرف وبسطها أمامي حتى مكنني من قراءة اسمي الكامل ثم أخفاها من جديد، أجبته " بأنني فعلاً أنتمي إلى منظمة وليس إلى حزب، هي المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء" شكرني على صراحتي وسألني عن ماهية مطالبنا؟ أجبته " أننا نطالب بالمساواة في فرص العمل وفي الأجور مع العمال الاسبان، ونريد أن تدرس اللغة العربية لأبنائنا في المدارس" ، سجل هذه النقاط وعدنا إلى السيارة لمواصلة الرحلة من جديد، وفي اجديرية ذهبت إلى دار أهل محميدي حمادي حيمد، فكتبت رسالة بكل ما دار بيني و بين الضابط وبعثتها مع سائق شاحنة إلى سيدي لبصير بالسمارة وقد وصلت الرسالة بالفعل.

يوم 6 يونيو: بداية الاتصال مع السلطة الاستعمارية:

     ذهبت مع الضابط- حاكم مدينة حوزة- إلى مدينة العيون، فالحاكم العام يريد أن يسند لنا مهمة سرية حسب تعبيره، وعند وصولنا ذهبت إلى بصيري وبدة وأطلعتهما على كل شيء وطلبوا مني العودة إلى الضابط في الوقت المحدد، من اجل الاحاطة بمزيد من التفاصيل، كانت المهمة هي البحث في إمكانية التنسيق بينهم وبين قائد المنظمة، وعند معرفة طبيعة المهمة عقد بصيري اجتماعاً عاجلاً لبعض الأعضاء البارزين وعرض عليهم الفكرة ودار النقاش حول تحليل ودراسة كل الاحتمالات المرتقبة ومن أهمها:
  1. أن هذا الضابط مخابر ويسعى لكشف أسرار المنظمة.
  2. احتمال أن يكون سعيه يرمي إلى تحديد أعمار الشريحة المؤسسة للمنظمة بالضبط.
  3. محاولة التعرف على زعماء المنظمة وبالتالي سهولة القضاء عليهم.
  4. قد يكون الشخص الذي وشى بنا قدم المعلومات التي تشرح لكل منخرط جديد.
انطلاقا من هذه المعطيات والاحتمالات، تقرر الاتفاق المبدئي على الشروح والأفكار التي سيتسم بها الرد على الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الحاكم في حالة قبوله عقد لقاء معنا، كما أكد المجتمعون على ضرورة الاستعداد لمواجهة أسوأ الاحتمالات، بعدها عين الأشخاص الذين سيحضرون التجمع والتأكيد على رفع كل الأيدي للإجابة، حتى لا يميز من هو الزعيم، وإمعانا في التحلي بالحذر واليقظة اتفق على أن يكون الكل ملثماً... فاللقاء المرتقب هو اختبار لقوة المنظمة، وتم الاتفاق أخيراً على أن يحدد الحاكم الوقت، ونحدد نحن المكان. ذهبت إلى الضابط بالنتيجة الأخيرة ورد علي بالقبول واشترط أن احضر لإيصاله بسيارتي إلى مكان الاجتماع في الزمن المحدد.

يوم 7 يونيو: الموعد الأول:

     عدت إلى المجموعة في المساء وأخبرتهم بقبول الضابط للدعوة، وتم تحديد "كولومينا ابييخا" مكاناً للقاء على أن يكون ذلك على الساعة الحادبة عشر من يوم 8 يونيو وأن نون مجتمعين قبل وصوله.

يوم 8 يونيو: الباب المسدود:

     أتيت بالضابط بسيارتي الخاصة، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر إلا ربعاً، دخلنا الغرفة المحددة، وقف الكل وتقدم الضابط لمصافحة المجموعة واحداً بعد الأخر ثم قدم نفسه كحاكم لبلدة حوزة، ثم قال" جئتكم مبعوثاً من طرف الحاكم العام وكاتبه العام للتحدث إليكم بشأن مطالبكم لأننا نسعى لدراستها، لتقديم الإجابات عنها قدر المستطاع، أي في حدود الإمكانيات والصلاحيات المخولة لحاكم العام، أننا نطلب منكم شرح وتوضيح بعض هذه الأمور الغامضة، وان تطلب الأمر عقد اجتماعات فلا مانع عندنا" ثم طلب منا تقديم أنفسنا بالأسماء وأجيب بالرفض، واكتفى بتسجيل المطالب، ووعدنا بالعودة لنا برد الحاكم الذي جاء سلبياً في ثاني لقاء لنا به، فهو يطلب منا المشاركة في الاحتفال الذي سيقام يوم 22 يونيو 1970 ولابد أن تحضره كل فئات الصحراويين ومن مختلف المناطق لان الصحافة الدولية ستكون حاضرة بهدف إعطاء صورة مشرفة لاسبانيا، بعد ذلك سيحاولون النظر فقط في مطالبنا في حدود إمكانيات وصلاحيات ممثل الحكومة الاسبانية في الصحراء، وقد خلق هذا الرد نوعاً من الاستياء لدى المجموعة، التي أكدت له عدم المشاركة وإقامة احتفالاً خاصاً بها وبمعزل عن مكان احتفالهم المزمع تنظيمه، حينها أجهش الضابط باكياً وقال" إذا كنت مصرين على موقفكم هذا فتأكدوا ان رد السلطات سيكون عنيفاً حسب ما بدأ لي من خلال لقاءات مع الجنرال ومساعديه، واني لأتأسف كثيراً لموقفكم هذا".
وبعد هذا اللقاء أصدرت المنظمة تعليماتها إلى كل الجهات التي توجد بها فروعها وتمثيلياتها تلح فيها على ضرورة فتح باب الانخراط على مصراعيه دون قيد أو شرط.

يوم 12 يونيو : الدعوة عامة لكل المناضلين:

     عقد اجتماع طارئ بالعيون ضم تمثيليات عن كل الجهات على المستوى الوطني، وأعلن فيه أن المنظمة ستقيم احتفالاً خاصاً بها مابين خط الرملة و الزملة والدعوة موجهة لكل المناضلين ومحبي المنظمة للمشاركة مع ضرورة مقاطعة احتفالات اسبانيا، أحضرت اللافتات وتم إرسال منسقين إلى كل الجهات يدعون إلى ضرورة استغلال وسائل النقل التي ستوفرها اسبانيا للالتحاق باحتفال المنظمة، وفي ذات اليوم قررت المنظمة كتابة رسائل ذات مضمون موحد إلى الحاكم العام بالعيون والى نظرائه في كل الأماكن الأخرى الخاضعة للنظام الاسباني.
     وكلفت مجموعة بنقل وتبليغ تلك الرسائل على متن سياراتها، وتقرر ان يكون تاريخ وصولها يوم 14 يونيو وذلك من اجل إعطاء صورة عن دقة ووحدة طرح المنظمة.

يوم 14 يونيو : التحضير لمسيرة احتجاجية:

     عقدت اللجنة المكلفة بتسليم المذكرة الخاصة بالمطالب إلى الحاكم اجتماعا برئاسة بصيري وحدد موعد تسليمها يوم 17 يونيو وكتبت رسالة مفتوحة قصد تسليمها للحاكم العام في نفس اليوم 14 يونيو وتطوعت لإيصالها وبعد قراءتها بالاسبانية والعربية وضعت في ظرف مفتوح وذهبت بها مع البشير اسويليكي بلقاسم الذي أوصلني بسيارته إلى المكان المحدد على الساعة الرابعة إلا ربعاً مساءً، وجدت الجنرال Agurri فقط، فالحاكم العام ونائبه في مهمة في الداخل حسب معلوماتنا، حييته فنحن نعرف بعضنا يشكل جيد، ثم مددت له الرسالة، اندهش وتساءل: ما هذا ؟ قلت له " رسالة مفتوحة من المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء إلى الحاكم العام، ستجدها مكتوبة بالاسبانية والعربية" أخذها وقرأها ثم قال: حسناً ماذا تنتظر، هيا اذهب، فسألته وأين الرد على ما قرأت؟ فأجابني " أن محتوى الرسالة معقد جداً وأنا لست في مستوى الرد عليه، انتظروا حتى يعود الحاكم، ثم صعد إلى مقر الاتصال الهاتفي الذي يربط المبنى مع الأركان وسمعته يتحدث قبل أن اذهب خارجاً.
     عدت إلى المجموعة المنظرة وأوجزت لهم الخطوات التي قمت بها، وخلاصة ما قاله اكيري وبناءً عليه تقرر أن تبقى المنظمة في حالة تأهب دائم وتظل مجتمعة في نفس المكان إلى يوم 17 يونيو وفي تلك الأثناء تم تشكيل ثلاثة لجان في إطار التحضير للاحتفال:
  1. اللجنة التي ستسلم المذكرة للجنرال Fernando Perez Delema وتتولى الإشراف على المسيرة السلمية التي ستنظم يوم 15 يونيو.
  2. لجنة بناء الخيام وتتكلف بشراء كل مستلزمات الاحتفال وتتصل بمن يملكون سيارات سواء كانت ملكية خاصة أو للأجرة للمساعدة في عمليات النقل وإشعار المواطنين بضرورة التهيئة لاستقبال الوافدين من مناطق بعيدة أن دعت الضرورة لذلك.
  3. لجنة الاشعارات: يتوزع أعضاؤها على كل مداخل المدينة وكل نقاط العبور لاستقبال السيارات الداخلة إلى المدينة وإشعار أهلها بمكان الاحتفال الذي ستنصب فيه الخيم لهذا الغرض وقد لعب الجنود الصحراويون مع اسبانيا والمنخرطون في المنظمة والعاملون في أبراج المراقبة دوراً بارزاً وهاماً في هذا المجال حيث كانوا يأمرون من يريدون الذهاب إلى مكان احتفال أسبانيا بالنزول للحيلولة دون ذهابهم أو على الأقل وصولهم متأخرين جداً.

يوم 15 يونيو : انطلاق المسيرة:

     حددنا الانطلاق في ذلك اليوم على الساعة الرابعة مساءً حيث انطلقت المسيرة من وسط حي الزملة نحو كولومينا يادي ثم اتجهت شرقاً مع الطريق المؤدي الى الكوتشيرة مروراً بالشارع الرئيسي لوسط المدينة ثم مضت إلى أقصى غرب المدينة Bario Cementerio منعطفة مع الطريق المؤدي إلى بولكو ومنه إلى وسط كولومينا ابييخا ثم الزملة وقد استغرق عبور و تجول المسيرة داخل المدينة ساعة كاملة من الرابعة إلى الخامسة مساءً وكانت تسير بكل هدوء وانتظام، وقد تحمس الاسبان لمشاهدتها وصعدوا إلى سطوح المنازل لالتقاط صوراً للحشود التي كانت تتبعها عدة سيارات للعمال الكناريين، وقد ذهل الترسيو والبوليس الذين اكتفوا بمرافقتها والسير على جوانب الطريق بسرعة مشابهة لسرعة المسيرة نفسها ولم يحدث أي اصطدام مع الشرطة، عدا إيقاف سيارة المطرب الموريتاني سيداتي ولد اب لأنها كانت تحمل أرقاماً أجنبية، فقد أعجبه المنظر فانضم إلى المسيرة مما جعل الشرطة تعيده إلى الدار التي كانت تستضيفه. بعد ذلك تفرقت الجموع بحي الزملة وتمت المسيرة بكل نجاح.
في الليل اجتمعت اللجنة المكلفة بتسليم المذكرة برئاسة بصيري وتمت تلاوتها وتنقيحها للمرة الأخيرة وهذه اللجنة تتكون من الإخوة: سيد ابراهيم سلامة اجدود و بدة احمد حمادي و محمد الحسان المحجوب و الحسين علا و احمد القايد و احمد بومراح و اخر لم اعد اذكر اسمه. وبعد ذلك عين كل من المحجوب عبد الرحمن وشداد القايد صالح لتسليمها ووضعت في ظرف كبير وأصبحت جاهزة شكلاً ومضموناً.

يوم 16 يونيو: يوم غير عادي:

     بدأت الحركة منذ الصباح وتحول هدوء المدينة إلى حركة دائبة، سيارات قادمة من كل أنحاء الوطن، حشود كثيرة في ابهى الحلل، نصبت عشر خيم واستمرت التحضيرات طوال الليل.

يوم 17 يونيو: المواجهـــــــــــــــة:

     اكتظت الخيم منذ الصباح، وتعاقب الخطباء على المنصة لإلقاء الخطب الحماسية وتوجيه النداءات والدعوات إلى الصمود، فهذا هو يوم الحسم مع الاستعمار وفرصة الصحراويين لاظهار قوتهم ورفض الانضمام لأية دولة.
كل هذا والانخراط في صفوف المنظمة مستمر وبعد ساعات أصبحت المدينة مهجورة فالكل قد حج إلى الزملة، لقد كان احتفالاً رائعاً وخالداً، بصيري يعطي تعليماته ويدعو إلى الصمود والثبات وكان يردد: الثبات، الثبات، اياكم والتراجع عن الأهداف السامية لمنظمتكم".
ولم يدخر الاسبان جهداً في ترويج دعاياتهم واغراءتهم لجلب انتباه اكبر قدر من المواطنين علهم يلتحقوا بمقر الاحتفال الخاص بهم في ساحة افريقيا بوسط المدينة، غير لنه لم يستجب لهم إلا القليل ممن ذهب إليهم مرغماً تحت تأثير الضغط او التهديد.
     وفي حدود الساعة التاسعة صباحاً وصلت سيارتان، واحدة لـ" لوبيث أويرتا" وبصحبته النقيب "لاباخو" وضباط آخرين تتبعهم سيارات اخرى للشرطة، توقفوا أمام الخيمة الخاصة باستقبالهم وصافحوا الجميع بعدها قال لوبيث اويرتا : نحن مبعوثون من طرف الحاكم العام يريد منكم أن تفرقوا هذه الجموع، ويأمركم بالتوجه إلى وسط المدينة لتختاروا ممثلين عنكم يرافقوننا إلى مكان الاحتفال حتى نودع الأجانب بعد ذلك نناقش الأمور.
     لم نقتنع بهذا الرد بل طالبنا بلقاء الجنرال "بيريث ديلما" هنا وليس وسط المدينة، أما الجموع فلن تبرح أماكنها ولن تشكل أي خطر مادامت لم تتعرض للاعتداء، ذهب الضابط الى الجنرال الذي جاء في حدود الساعة العاشرة ترافقه السيارتان السابقتان وسيارة حرسه الشخصي والكولونيل " اسبينسي " كاتبه العام آنذاك والمترجم "ميري"، بدوا غاضبين كأنهم أرغموا على المجيء ، فتم الترحيب بهم كممثلين لاسبانيا التي تربطنا بها علاقات تاريخية. بعدها رد الجنرال باختصار: "لقد جئتكم من اجل تفريق هذه الجموع " بعدها سلمت له المذكرة على أن لا يغادر أي فرد من الجموع المكان حتى يأتينا الرد: ادخل المذكرة في جيب معطفه دون أن ينظر فيها ثم خرج غاضباً وفي تلك اللحظة تعالى صوت احد الشباب أام الخيمة قائلاً: وداعاً يا أجانب، وداعاً يا أجانب. بعدها جاء وفد من الشيوخ للتفاوض في محاولة يائسة لإثناء طليعة المنظمة عن إقامة التجمع، وتفريق الجموع، لكن دون جدوى مما استدعى تدخل الكابتان "لاباخو" الذي جاء ومعه جماعة من الشرطة يحمل إنذاراً أخيرا " إذا لم تتفرقوا قبل الساعة الرابعة فسيتحول فرحكم الى دموع ودماء" . لكن وعيده لم يزدنا إلا صموداً. وبالفعل وفي تمام الساعة الرابعة مساءً جاءت كتيبة من الشرطة مسلحة بالهراوات متبوعة بأخرى مدججة بالسلاح (رشاشات ومسدسات)، تقدمت الأولى لاقتحام الجماهير ولكنها فشلت أمام قوة تماسك وصمود المتظاهرين مما دفعها إلى التقاعس والفرار وتقدمت الثانية يقودها الرائد لوبيث و الكابتان "لاباخو" في محاولة ماكرة لإلقاء القبض على زعماء المظاهرة بحجة النقاش معهم ووقعت مشادة بالأيدي في البداية للتطور إلى استعمال العصي والحجارة بين الشرطة والجماهير الغاضبة وإطلاق بعض الرصاصات فوق رؤوس الشعب قصد إرعابه وفي تلك الأثناء تم إلقاء القبض على بدة احمد حمادي واحمد القايد صالح وآخرون وأصيب النقيب " لاباخو" بحجر في عينه اليمنى وتدفقت الدماء غزيرة حمل على أثرها للمستشفى وتواصلت المشادات عنيفة ودامية، حين تعززت الشرطة بكتيبتين من قوات الترسيو في حدود الساعة الخامسة مساءً التي تقدمت من الحشود العزلاء في وضعية قتالية، يقودها عقيد يرتدي قفازين احدهما ابيض بيده اليمنى والأخر احمر بيده اليسرى، كان يشير بالأبيض للتقدم حتى أصبحت القوة قريبة من المتظاهرين عندها اشار بيده ذات القفاز الأحمر ليتبع ذلك أمر إطلاق النار بصورة عشوائية حيث سقط جرحى كثيرون وفي تلك الأثناء كتب بصيري بياناً مختصراً بالواقعة وسلمه إلى الأخ لارباس الجماني الذي حمله إلى السلطات الموريتانية وطلب منها ان تذيعه ليلة 19 يونيو، وقد وصل البيان بالفعل وأذيع في حين حملت نسخة أخرى إلى الجزائر، وفي تلك اللحظات الحرجة عرض الحاضرون على بصيري أن يغادر المنطقة إلى مكان امن، حتى أن البعض هدده بأنه سيستعمل معه القوة حفاظاً على سلامته ومصلحة أهل الصحراء، فكان رده حازماً وشجاعاً : أفضل أن اقتل هنا على أن يسجل التاريخ أني دفعت الجماهير إلى المواجهة مع الاسبان وفررت عنها في الساعات الصعبة، أنا مقتنع أني سأموت إنشاء الله، فكونوا رجالاً وسيروا على النهج حتى تحرير الصحراء، كانت تلك كلماته الأخيرة التي لازلت احفظها تتردد في ذاكرتي وكأني اسمعها تواً رغم مرور السنين، لكن الحدث والرجل كانا أعظم من النسيان وأبقى من الزمان نفسه.

نهاية الانتفاضة ومصير بصيري:

     لقد انتهت الانتفاضة بوقوع بصيري في الأسر وذلك فجر 18 يونيو في منزل موسى ولد لبصير بحي الزملة وادخل السجن المركزي بمدينة العيون، وبقى فيه إلى أواخر شهر يوليو، حيث روى شاهد عيان انه في احد الأيام جاءت سيارة لاندروفير مغطاة وبها زمرة من الترسيو يقودهم ملازم وتوقفت عند الباب الرئيسي للسجن واقتادوه من داخل الزنزانة معصوب العينين ومكبل اليدين ورموه في تلك السيارة وذهبوا به الى وجهة مجهولة. إضافة إلى ذلك فقد سمعت روايات مختلفة غير مؤكدة، ولكن لابأس من سردها، مادامت تحمل ولو جزءً بسيطاً من الحقيقة أو ترشدنا لتتبع الخيط الذي يفضى إليها، فقد قيل أنهى نقل إلى الحدود المغربية واخلي سبيله وقول آخر يعزى إلى نقيب صحراوي كان بالجيش الاسباني آنذاك، انه رافق الدورية التي حملته كمترجم يقوم بالاتصال بين بصيري وسجانيه، حيث أكد انه قد حضر عملية إعدامه رمياً بالرصاص في شمال غرب مدينة العيون على بعد عدة كيلومترات (داخل منطقة الذراع) وعادت الدورية في نفس اليوم، بالإضافة إلى ذلك فإن إدارة المخابرات الاسبانية أصدرت منشوراً إخبارياً بتاريخ 24 أغسطس/ أوت 1970 وزعته على كل المناطق يفيد بأن المدعو سيد ابراهيم بصيري حسب نبأ غير مؤكد قد دخل عبر الحدود الشمالية الشرقية للصحراء والرجاء العمل على البحث عنه واعتقاله إلا أن هذا المنشور لم يلق أي اعتبار لان الكل كان متأكداً من انه مجرد مبرر كاذب وعملية تمويهية للجريمة الشنعاء المتمثلة في اختفائه في ظروف غامضة لا تزال إلى حد الساعة لغزاً يحير الجميع.

تفاصيل عملية حاسي معطى الله و استشهاد البشير لحلاوي

0 التعليقات

  "حاسي معطى الله " هو الذي وقعت فيه أول عملية قام بها جيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل ضد المستعمر الاسباني ويحده من الشرق أو الجنوب الشرقي طارف المنعوم ومن الجنوب مجرى الوادي ومن الشمال الشرقي الخنكة ، و يعتبر "حاسي معطى الله" نقطة لقاء و تجمع بين القوات الاسبانية و القوات المغربية، والتي كانت تنسق فيما بينها للبحث عن المقاتلين الصحراويين حيث قامت هذه القوات بحملة مشتركة للبحث عن المقاتلين وذلك بتاريخ 20 أكتوبر 1974 استعمل فيها الحرس المحمول على الإبل ،السيارات ، الطائرات والمخبرين .

   مسرح العملية: الأرض يوجد "حاسي معطى الله" في واد أكسات تحيط به المرتفعات من عدة جهات ، تبتعد عنه المرتفعات الشرقية قليلا وتقترب منه المرتفعات الغربية كثيرا ، ويتدرج من الجبل و يتدرج من الجبل الشرقي منحدر ينتهي بجرف مطل على "الحاسي"، و يوجد داخل الجرف موقع للحارس وأسفله توجد صخرة مجوفة تتسع لإخفاء مجموعة صغيرة .
المناخ : يعتبر المناخ بشكل عام في هذه المنطقة مناخا معتدلا إلا أنه في تلك الليلة أي ليلة العملية كانت الرياح قوية جدا وصدى صوت الجرف تحول إلى ما يشبه صوت سرب من الدبابات ، من جراء هطول أمطار غزيرة . 
المياه : يعتبر "حاسي معطى الله" ماؤه صالح للشرب و يوجد شرقه بئر الخنكة المحروص من طرف القوات الاسبانية .
الطرق : صعبة و وعرة ولا يوجد سوى طريق واحد فقط بمحاذاة "واد أكسات" الذي يصب في واد الساقية الحمراء بالقرب من "حوزة" .السكان : المنطقة بها بدو رحل و هؤلاء السكان متعاونين مع المقاتلين بعد ما شملهم الوعي الوطني وأجج فيهم روح الوطنية وحب الوطن ومن بين هؤلاء المتعاونين نذكر: عائلة "بيبوه بدي ولد الحاج "الشاعر الوطني المعروف ، عائلة "هدي ولد سويلم" ،عائلة "حسينة ولد سعيد " ،عائلة " محمدعالي باها" وغيرهم من العائلات الصحراوية الكثيرة ومن بين المساهمات التي قام بها هؤلاء المواطنين المخلصين ما يلي : تقديم المؤن والجمال (لمراكيب) والمساقي ( لكرب) للمقاتلين و القيام بعمليات الاتصال بين المقاتلين ومكتب التنظيم ب "لمسيد" كما قاموا بإخفاء آثار المقاتلين من خلال الدفع بالغنم حتى لا يتم كشف آثارهم من طرف القوات المعادية .
    المهمة الرئيسية : مهمة بلدة "جديرية" التحضير كما هو معلوم كان ينشط في المنطقة الشمالية مجموعة من جيش التحرير الشعبي الصحراوي تتكون من 16 مقاتلا وهم : عبد الرحمان عبدالله، الفراح يحظيه وركة، فضلي حمادي، سويليكي ديدة بيشرات، ابراهيم الخليل الراحل، سلامة الغزواني أباها، لعروصي المحفوظ، مولود المحجوب ، محمد لمين البوهالي ، بكار عمر أحمد(المعروف بمرزوك) ، البشير لحلاوي ،البو بيشا، الولي ماء العينين، محمدسويلم حيدار ، المامي امحمد دحان ، لكحل محمد سعيد محمود، الغزواني حمدي ، هذا الأخير تابع للمجموعة الثانية لكنه ضمن مجموعة التنسيق مع لكحل 

    الانطلاقة : المجموعة كانت مقسمة إلى فريقين، فريق كان يحاول نصب كمين في منطقة لحزام والفريق الثاني كان يدرس منطقة اجديرية وكيفية الهجوم عليها مع دراسة المنطقة المحيطة بها وحدد الفريقان موعدا يوم الفاتح مارس للا لتقاء في طارف السمانيات إذ توجد قربه ماء مخزن هناك وصل الفريق الأول القادم من منطقة لحزام أولا إلى النقطة المحددة وبعد مدة التحق به الفريق الثاني القادم من اتجاه حاسي معطى الله وحسب ما أفاد به محمد لمين ولد البوهالي أن أول صوت سمعه هو صوت عبد الرحمان و هو يغني مما استشفوا منه أن هناك حدث صار وبعد تبادل السلام قال عبد الرحمان (أزف إليكم بشرى لقد أصبح ماء حاسي معطى الله عذبا بعد سيلان الواد ) وتعد هذه البشرى من أعظم ما يمكن أن نتلقاه في تلك اللحظة نظرا لمعاناتنا من ماء الشرب والعطش الدائم . من نفس المكان اتجهنا نحو حاسي معطى الله نظرا لمرور العدو بالقرب منه باستمرار وفي اليوم الرابع مارس 1974 وصل الجميع إلى نفس النقطة حيث تم تقسيم المجموعة إلى مجموعتين حيث الاولى اسندت لها مهمة مهاجمة بلدة اجديرية تضم كل من عبدالرحمان عبدالله ،سلامة الغزواني ، مولود المحجوب، لعروصي المحفوظ، الفراح يحظيه ،سويليكي بيشرات، فضلي حمادي، أما المجموعة الثانية فقد بقيت تراقب حاسي معطى الله وهي تضم كل من محمد لمين ولد البوهالي ،البشير لحلاوي، ابراهيم الخليل الراحل، بكار عمر أحمد (مرزوك) ،محمد سويلم حيدار،المامي امحمد دحان، بينما كانت المجموعة الثانية متمركزة عند حاسي معطى الله تترقب قدوم دوريات معادية إلى عين المكان وانتظار قدوم المجموعة الأولى المكلفة بتنفيذ عملية اجديرية أتى رجل من البدو يوم السادس مارس 1974 والتقت أفراد من هذه المجموعة به وعندما سألوه عن سبب وجوده بهذا المكان قال لهم ( أنه يبحث عن قطيع له من الإبل) فأشاروا له إلى مكان وجودها ولكنهم حذروه بأن لا يبوح بمكان وجود المجموعة لأي كان إلا أنه يبدو أن هذا

    الرجل لم يلتزم بهذا التحذير ربما قد يكون أخبر مركز الحراسة الاسباني بالخنكة ودلهم على مكان المجموعة وبعد يومين من مغادرة الرجل بينما كانت المجموعة في جلسة مع قائدها الذي كان يقرأ عليهم كتابا ثوريا ويشرحه فإذا بالحارس ينادي بأنه رأى شخصا قادما من الجنوب عبر الوادي فسأله قائد المجموعة عسكري أم مدني؟ في نفس اللحظة و فجأة إذا بطيارات على متنها جنود يطوقون مكان الحاسي الذي لا يتعدى بعده 50مترا عن الصخرة وكانت القوة الاسبانية هذه مكونة من سبع سيارات تحمل كل واحدة 5 جنود مسلحين بأسلحة أتوماتيكية وأجهزة اتصال فدار اشتباك عنيف على الساعة الواحدة إلا ربع من يوم الجمعة الثامن مارس 1974 بين الثوار والقوة الاسبانية المهاجمة دام ساعتين تكبد خلالها العدو خسائر في العدة و العتاد رغم عدم التكافؤ فعدد الثوار لا يتجاوز 5 مقاتلين فقط و2 من المجموعة كانا قد ذهبا في مهمة معينة ضف إلى ذلك ضعف التسليح وقلة الذخيرة خلال هذه العملية جرح البشير لحلاوي جرحا بليغا وبقي في مكانه يقاوم إلى ان نفذت ذخيرته حيث ألقي عليه القبض ونقل إلى بلدة اجديرية ليستشهد بعد ساعات متأثرا بجروحه وكان لمقبرة اجديرية الفخر في احتضان رفات هذا الشهيد الرمزالذي سيبقى راسخا في الذاكراة الجماعية للشعب الصحراوي كأول شهيد .

    قوة الصديق في العملية : تتكون من سبعة مقاتلين مسلحين بأسلحة تكرارية لا يوجد منها في كامل الجاهزية إلا سلاحين بندقية ستة وثلاثين وبندقية رباعية هذه الأخيرة التي كانت بحوزة البشير لحلاوي أما بقية الأسلحة تتعطل من حين لآخر والبعض منها بدون ذخيرة منها رشاش CEM بحوزة
ابراهيم الخليل وآخر من نفس النوع لدى المامي امحمد دحان ، بالإضافة إلى بندقية سباعية بدون ذخيرة وبندقية بوفلكة تتعطل من حين لآخر وبندقية رباعية أخرى وللإشارة الاثنان اللذان ذهبا في مهمة كان الغرد منها التأكد من سلامة بعض المواد التي تم تخزينها في الجبل الذي يقع غرب الموقع وبعد هطول الأمطار التي أشرنا لها سالفا .قوات العدو في العملية : تتكون القوة الاسبانية raponomada من سبع سيارات في كل واحدة خمسة جنود مجهزين بأسلحة أتوماتيكية من نوع Simi español و Mj قاذفات قنابل رامنات وقنابل يدوية واثنين هاون Hawn" " ستين ميليمتر واستعمل العدو طائرات الاستطلاعية والعمودية في هذه العملية
نجدات العدو تتكون من Troponomada وقوات من الترسيو وقوات من البوليس ومن بين الظباط المشرفين عليها من البوليس الاسباني بالمنطقة الذي يحمل رتبة عقيد وللعلم بعد ما نفذت مجموعة الثوار العمليات اجديرية أوكيرة حاسي معطى الله تحركت القوات المعادية صوب المنطقة القادمة من مدينة العيون والسمارة وغيرها حيث قامت الفرقة الثانية للبوليس القادمة من مدينة العيون مدعومة بعناصر من المجموعة الأولى بالبحث في محيط اجديرية وبتفتيش دقيق لسكان المنطقة في حين قامت الفرقة الثالثة للبوليس القادمت من السمارة وقامت مجموعة Troponomada بتمشيط المنطقة واقتفاء أثر منفذي عملية اجديرية أما قوات الترسيو Troponomada المدعومة بالطائرات العمودية فقد قامت بملاحقة المجموعة المنفذة لعملية حاسي معطى الله هذه الأخيرة قامت بإنزال وحدات من قوات الترسيو والرماية صوب الأماكن
التي يعتقدون بوجود الثوار فيها وفي نفس الوقت محاولة اقتفاء هؤلاء الأبطال الذين ما كان لهم إلا الصمود وتنظيم أنفسهم والاستعداد للمواجهة والقتال ودرك القوات الاسبانية التي تتقدم نحوهم من أجل اصطيادها والحصول على أسلحتها وذخائر تمكنهم من المقاومة وبشكل مفاجئ أعطى قائد هذه القوات أمرا بالانسحاب رغم أنه قد سبق له أن أمر باتخاذ وضعية الارتكاز والاستعداد للرماية في حين قامت طائرات هيليكوبتر بقصف عشوائي على الشعاب والأجراف بعد انسحاب هذه القوات بقي الثوار في مكانهم وارسلوا اثنين من المجموعة إلى نقطة التنسيق لينسحبوا بعد ذلك إلى واد تيسميميت إلا أن العدو لم يستسغ انسحابهم فحاول اللحاق بهم وفي اليوم الموالي التاسع مارس 1974 فما كان لهم سوى التمركز في الوادي مدة أسبوع كامل في انتظار أن تلتحق بها المجموعة الثانية .
صعوبة المعركة : قلة عدد الثوار وضعف تسليحهم سيطرة العدو على مصادر المياه وأقرب نقطة من موقع الثوار تبعد عنهم ب 40 كيلومترا بواد أزكل ضعف الوعي السياسي لدى بعض المواطنين أدى إلى كشف موقع الثوار كثرة دوريات العدو الاسباني وتعاون الاسبان مع المغاربة في البحث عن الثوار.


   استنتاجات وخلاصات: بفضل هذا العدد القليل من الرجال المؤمنين بقوة عزيمتهم وفعلهم القتالي استنفروا مختلف تلاوين الجيش الاسباني من بوليس Troponomada الترسيو مما فرض حضور العقيد قائد القوات الاسبانية بالمنطقة وإشرافه المباشر على القيادة دليل على حجم المعركة . فشل الاسبان في القضاء على المقاومة وتأجيج روح الحقد على المستعمر الاسباني نتيجة لما قام به قواته من
فضيع يندى له الجبين وهو انتهاك حرمة الموتى حيث أقدمت على استخراج جثة الشهيد عبد الرحمان عبدالله لتقوم بالتقاط صورة له . فشل الحملة المشتركة الاسبانية المغربية. مساهمة من الأهالي المخلصين ومساعدتهم للثوار كان له الأثر الكبير في نفوسهم وتغلبهم على الصعاب . مساهمة مجندين صحراويين في الجيش البريطاني في تضليل جيش المستعمر .