للتاريخ من يحكيه


بيبا ولد ابراهيم ولد بداد



المجاهد والولي الصالح بيبا ولد ابراهيم ولد بداد (1906.1977)

يعتبر احد أهم رجالات المقاومة والجهاد في الصحراء حيث شارك رفقة والده العلامة المجاهد ابراهيم ولد بداد ولابد هنا من أن نذكر ابرز علماء الصحراء من عصره حتى لا ننسى علمائنا وهنا نذكر
سيدي محمد ولد بودة وسيدي البشير ومحمد محمود بيد الله وسيدي المصطفى ولد سيد البشير ومحمد فاضل ولد سيد لعبيد وسيدي صالح وغيرهم كثير رحمة الله عليهم أجمعين وهنا لابد أن نترحم على تلامذتهم الذين ودعونا مؤخرا سيد امبارك ولد الشين ومولاي ابراهيم ولد سيدي الصالح ونسأل الله ان يطيل في عمر من هو متبقي من علماءنا على قيد الحياة.
وقد شارك في العديد من المعارك رفقة ثلة من المجاهدين نذكر منهم والده ابراهيم ولد بداد واعلي بويا ولد ميارة وبر ولد عبد القادر واسماعيل ولد الباردي ومحمد سيد أحمد، وسيدح، نافع ولد أحمد العبد الله، حمودي ولد الداف، نافع ولد ميلد، البلال ولد هدى، سيد المصطفى ولد الحسين وابراهيم ولد عمر التهالي، والقائمة طويلة ومن هذه المعارك:

*صنكة احميم: وقد قتل فيه بيبا ولد ابراهيم المدعو ولد اتيهة احد الكدادرة وكان مكاتبا للنصارى وقائدا ميدانينا للفرنسيين وبقتله انتهت المعركة
*صنكة برميل
*صنكة الطريقة
*صنكة العاكر
*صنكة توجلين
*صنكة الطارف
*صنكة الحفرة
*صنكة اغوينة
*صنكة لبريدلي
*صنكة لكصور
*صنكة أولاد احجور
*صنكة لبحر البارد
*صنكة 34

ليتخذ جهاده بعدها منحى مغاير في إطار جيش التحرير حيث التحق به رفقة 4 من أولاده حاملا معه 7 مدافع و7 امراكيب تاركا اسرته الكبيرة وماله مقبلا على الجهاد في سبيل الله وهنا نعرج على قول الشاعر في حق موقفه هذا حين يقول :
بيبا وين امشا بأولادو.... من كره الروم أوشوق الدين
ياربي توفي مورادو.... وأتي بيهم اجمعين
وقال شاعر اخر في نفس السياق:
تمجادو زين أوجهادو..... وألي كاعدلو فلباط
ولو لكبير أمن أولادو.... بوفرة لكبير ألخباط
ومن المعارك التي شارك فيها أثناء حقبة جيش التحرير

*صنكة اتفاريتي
*اخبيط الفوار: وقد بدأ القصف على كل من لحبيب ولد البلال و سيدي الصطفى ولد المحجوب
*فم اجحيش وشهدت 15 أو 16 معركة
*معركة بن ذراعو في منطقة الساقية افم لفرارين
* معركة لمعازيات
*معركة الروضة
*معركة الشحج
*معركة لكعيدة
*معركة ارغيوة8/8/1958
*معركة أودي اصفا والتي استشهد فيها ولد أحمد العيدا وابراهيم امحمد سيد أحمد واولاد سيد أحمد ددة الحيوني وولد بوتباعة

وقد عرف عنه رحمة الله الورع والتقوى فكان صاحب كرامات يشهد له بها كل من عرفه وخبره من أهل الساقية والوادي خاصة وأهل الصحراء عامة وقد أقسم على نفسه ألا يجالس نصرانيا و لا يقابله إلى في ساحات المعارك وكان وفيا لنذره لذلك كان يسمى هو ومن معه "بلمهاجرية" وسموا بهذا الاسم لأنهم في حالة هجرة وجهاد دائم لذلك فهم لا يستقرون في مكان واحد وفاءا لقسمهم ولكونهم في لائحة المطلوبين من قبل السلطات الاستعمارية سواء الاسبانية في الساقية والوادي أو الفرنسية في المغرب والجزائر وموريتانيا وهنا تسجل حادثة سنة 1945 استهدفته هو و مجموعة من المجاهدين يدعون محليا بلبرابر وقد قدموا من الغرب الجزائر بحثا عن الجهاد وتعاهدوا معه على ذلك وماتوا عليه واصبحوا بعد ذلك جزء لا يتجزأ من شعب الساقية الحمراء وواد الذهب فتم ارسالة صنكة من مدينة العيون قصد اعتقالهم أو قتلهم باعتبارهم اخر فلول التمرد بعد سنة 1934 في الأراضي الخاضعة للسيطرة الاسبانية ولولا لطف الله وتعرض قافلة الكتيبة للغم أوقف تقدمها فاتجاه المجاهدين لقضي عليهم.
وقد كان له ولرفاقه المجاهدين الأثر الكبير في تحرير الجنوب المغربي والشمال الموريتاني ودور أساسي في التأسيس للمقاومة الجزائرية في تندوف في فترة لاحقة وقد كان رحمه الله ضمن الوفد الصحراوي الذي طالب الملك محمد الخامس بنصرة والمساعدة في تحرير الساقية الحمراء وواد الذهب بمعية عدد من الشيوخ من بينهم الحبيب ولد البلال ورفاق دربه في الولاية والصلاح سيدمو ولد ابراهيم ولد اسعيد ومحمد سالم ولد لعبيدي وسيد البشير وقد كانوا شيوخ لقبائلهم إبان تواجدهم مهاجرين في جنوب المغرب بعدما كان هؤلاء المجاهدين سببا رئيسيا في تحرر المغرب.
لينتقل إلى الرفيق الأعلى رحمه الله سنة 1977 لاجئ مهاجرا في مدينة طان طان وحيدا بعيدا عن جميع أفراد عائلته اللذين رحلواا بدورهم ليصبحوا لاجئين كباقي أهالي الساقية الحمراء وواد الذهب في أرض الحمادة . وإن كان الجد " ابراهيم ولد بداد" عاش وجاهد النصارى بطرق جهادية في تنظيمات قبلية, والابن "بيبا " جاهد النصارى بمعية أبيه و بطرق فردية مهاجرا في الجبال و بطرق تنظيمية في جيش التحرير وما تلاه من أزمات والأبناء والأحفاد الذين قاتلو واستشهدوا في حرب الصحراء في صراع الأخوة الأعداء. إن هذه الأسرة وترابط دور الاجيال فيها ليس إلا نموذجا لواقع العائلات الصحراوية وإن تعددت واختلفت مواقعها وحيثيات فعلها ودورها.وما هي إلا تجسيد لواقع شعب بأكمله لم تعرف أجياله لغة غير لغة الحروب والجهاد واللجوء. فهل فعلا كتب على هذا الشعب أن لا يعرف منهجا في الحياة غير الجهاد ولا واقعا غير واقع اللجوء والشتات ؟؟؟؟ !!!!!



هناك تعليقان (2):

  1. الرحمة و الجنة للولي الصالح و العلامة المجاهد بيبا و لجميع رجالات الصحراء الذين صنعوا تاريخها

    ردحذف
  2. المرجو من جميع من استطاع ان يدعم صفحة للتاريخ من يحكيه بجزء من التاريخ ولو بسير ذاتية لرجالات الصحراء لنحقق غايتين أولاهما حفظ الذاكرة من النسيان و رد القليل من الجميل لأسلاف ولو بالدعاء الرحم والمغفرة كأبسط تعبير, ففكل بيت حكاية ووراء كل شيخ عبق من التاريخ فأدركوا ما استطعتم من تاريخكم واعلموا ان الموت تأتي بغتة ولم يبقى منهم للاسف إلى القليل, وشكرا للتاريخ من يحكيه

    ردحذف